زراعة التبغ

زراعة التبغ

اكتسب التبغ أهميته في القرن السابع عشر وراحت هذه الزراعة تعتمد على مزارع العبيد في سيرها، ولقد شكلت الولايات الجنوبية مثل فيرجينيا المناطق الأساسية لزراعة التبغ، ومع ذلك فقد احتل القطاع مساحاتٍ صغيرةٍ من جزر الكاريبي. في القرن الثامن عشر، شكلت بريستول مركزًا أساسيًا للتبغ المستورد من المزارع، حيث كان يصل التبغ على شكل أرواقٍ جافة ويُصار في ما بعد إلى معالجته على شكل لفافات أو حبال أو نشوق. وفي المحصلة سيطرت غلاسغلو على بريستول في مجال معالجة التبغ في القرن التاسع عشر على الرغم من أن بريستول ظلت من كبريات المدن المشهورة بصناعة التبغ حتى أعوام 1970.

 

النشوق هو نوع من المسحوق التبغي يُصار إلى استنشاقه عوض تدخينه. آنذاك كانت المطاحن تستخدم من أجل معالجة التبغ الورق الجاف القادم من الدول الأميريكية لتحويله إلى نشوق. كانت المطاحن تُبنى على ضفاف الأنهر إذ كانت تستخدم الطاقة المائية لتشغيلها.

في البدء تم اكتشاف التبغ في الأمريكتين، وقد تم تطويره من نباتٍ بريٍ إلى محاصيل أمكن زراعتها في المزارع. أما اسم التبغ (Tobacco) نفسه، ففي الأصل هي كلمة هندية أمريكية (إذ كان الهنود الحمر قد استقروا منذ  السنين آلاف في الأمريكتين قبل وصول الأوروبيين).

 

نبات التبغ هو نبات سنوي أي أنه يجب أن يزرع من البذور في كل عام، وقد ظل يُزرع في غلوسيسترشاير، في غرب انجلترا، لنحو 100 عام، حتى تم حظره في عام 1660، حيث جاء هذا الحظر من أجل حماية التجار الإنجليز الذين وضعوا المال في صناعة التبغ الأمريكية. فلقد كان لجمعية التجار المغامرين (مجموعة من التجار المقيمين في  بريستول) أعضاء ممن يضعون استثماراتهم في التجارة الأمريكية، لذا فقد شنوا حملة لفرض الحظر على الصناعة المحلية.

تمامًا كما السكر، كان التبغ عند بدء تصديره إلى أوروبا نادرًا وباهظًا، كما أن الحكومة كانت تفرض عليه الضرائب المكلفة. ولقد تنامى عدد المزارع المنخرطة في القطاع التبغي بشكلٍ ملحوظٍ، مما عنى أن الكميات المصدّرة إلى أوروبا راحت تتزايد، وبالتالي فقد أصبح تدخين التبغ أو الاستنشاق (نوع آخر من التبغ الذي كان يستخدم على شكل نشوق مسحوقٍ بدل تدخينه) عادةً غير مكلفة بالنسبة إلى غالبية السكان. ترون هنا أحد الأشخاص وهو يلف التبغ.

 
بعض التبغ الذي كان يُستورد إلى بريستول سرعان ما كان يُعاد تصديره إلى مناطق أخرى. ترون هنا "بوليصة شحن"، وهي مستند (شبيه بوصل الاستلام) يعدّد البضاعة المشحونة على متن الباخرة، هذه البوليصة تظهر شحن براميل من التبغ في بريستول متجهة ً للتصدير إلى دبلين. كان التبغ يُشحن من قبل تاجر يُدعى نوبليت رودوك الذي كان يمتلك العديد من المصالح التجارية، وقد استثمر في تجارة العبيد وقد تعاطى تجارة المنتجات الرقيقية مثال السكر والتبغ. تُظهر بوليصة الشحن الخاصة بباخرته بأن التبغ المتجه إلى بريستول من جزر الكاريبي سيتجه مرة آخرى إلى دبلين.
 

لم يقتصر استخدام التبغ على الأوروبيين، ففي العام 1526 كتب الكاتب الاسباني غونزالو فيرنانديز دي أوفيادو أي فالديز بأن الأفارقة المستعبدين في الأمركيتين "يقولون بأنهم لو استهلكوا التبغ عند انتهاء نهار عملهم لكانوا نسيوا كل التعب." هذه الحادثة تُظهر بأن الأفارقة المستعبدين الذين كانوا يشتغلون في الزراعة التبغية كانوا بستهلكونه أيضًا. كما وكتب جون ليندسي الكاهن في إحدى الكنائس في جامايكا في العام 1720 يقول : "هذه النبتة... يزرعها العبيد لتستخدم في الغليون الذي بدوره يستعبدهم أيضًا. في الواقع هم يدعون بأن هذا وحده قادرٌ على جعل العبودية التي يعيشونها محمولة ً." وبذلك فإن الكاهن يؤرّخ لادعاء العبيد بأن استخدام التبغ، وهو مادة مخدرة، يجعل من حياتهم عبيدًا أكثر سهولة للتقبّل.

التنمية المستدامة
كل ما تحتاج لمعرفته حول التاريخ، والمساهمة الاقتصادية، وتزايد، والآثار الصحية وقوانين التبغ
هل أنت من المزارعين
تعلم كيفية الحصول على إذن المزارع، ومواعيد إعلان والترقيم ومتى وأين يمكنك تقديم المحاصيل الخاصة بك وأكثر من ذلك.
منشر صور